تمهيد
تعد فكرة "مراكز الدراسات" فكرة قديمة نسبيا، تعود لما قبل القرن الثامن عشر الميلادي، حيث ظهر في العالم الإسلامي حينذاك الحلقات العلمية، ثم بدأت الجامعات الأوروبية بتأسيس كراس للبحوث العلمية، تلتها الولايات المتحدة حيث قام عدد من المتبرعين والمعنيين بالمعرفة بتأسيس منشآت لتدارس القضايا والموضوعات المهمة. وشيئا فشيئا، نما هذا النمط وتطور ليصبح اليوم أحد أهم أدوات المعرفة بالقضايا والموضوعات الثقافية والاجتماعية، عبر توظيف أساليب البحث العلمي المتقدمة كميا، وكيفيا.
اختصاصات مراكز الدراسات
تتنوع مراكز الدراسات، فمنها المراكز الشاملة، ومنها المراكز النوعية المتخصصة في نوع من أنواع المعرفة. غير أن تداخل العلاقات بين الأشياء والمجالات الإنسانية جعل التداخل في اهتمامات واختصاصات مراكز الدراسات أمرا واردا، بل ومهما في حالات كثيرة. فمثلا، تعنى مراكز الدراسات الإعلامية، عناية أصيلة بمجالات الإعلام والاتصال. ولكن إطلالة واحدة على واحد من نماذج الإعلام والاتصال تكفي للقناعة بمستوى التداخل بين العلوم الإنسانية والمجتمعية، وذلك في واحد من أقدم وأهم نماذج الاتصال وهو نموذج ويلبر شرام.
وسوف تكون تعقيدات المشهد الإعلامي والاتصالي أكبر، وتقاطعاته مع منظومة البيئات الثقافية الاجتماعية أهم حين نلقي نظرة على نموذج شبكات التواصل الاجتماعي، الذي قدمه، مثلا، ديف بولارد (Dave Pollard)
وبالتالي، وفي حالات كثيرة، لن يمكن فهم العملية الإعلامية والاتصالية، إلا من خلال فحص ودراسة مجالات حيوية أخرى تتقاطع مع الإعلام والاتصال، يمكن أن تكون اجتماعية، أو تربوية، أو تعليمية، أو صحية أو غير ذلك.
الاحتياجات الخمس لمراكز الدراسات
حتى يمكن لمراكز الدراسات أن تقوم بدورها المجتمعي المهم، فإنها تحتاج خمسة أمور مهمة جدا، يمكن إيجازها فيما يلي:
1. العناية بفكرة الدراسات العلمية وتطبيقاتها، من حيث المبدأ.
2. دعم مراكز الدراسات رسميا، وتيسير ما تحتاجه للقيام بدورها الحيوي في المعرفة.
3. إتاحة البيانات والمعلومات التي تتطلبها جهود البحث العلمي.
4. مساندة العمليات الإعلامية لمراكز الدراسات عبر التعريف بها والتوعية باختصاصاتها، لإيجاد بيئة جاذبة لخدمات المراكز ومستفيدة منها.
5. جعل مخرجات مراكز الدراسات أحد أهم موجهات اتخاذ القرارات.
Comments